البيوإتيقا ورهانات الفلسفة

البيوإتيقا ورهانات الفلسفة 

مقدمة: البيوإتيقا ورهانات الفلسفة

يتناول كتاب "البيوإتيقا ورهانات الفلسفة القادمة" للكاتب "محمد جديدي"، موضوعًا مهمًا في الفلسفة المعاصرة وهو "البيوإتيقا" والتي تتناول دراسة الحياة وأهميتها في الفلسفة

يتطرق الكتاب إلى مجموعة من الموضوعات المتعلقة بالبيوإتيقا، مثل الحياة والتطور والوراثة والموت، ويحاول الكاتب من خلالها إعطاء مفهومًا جديدًا للحياة ودورها في الفلسفة المعاصرة

يقدم الكتاب رؤية شاملة للتطور الحيوي والوراثة وكيفية تأثيرهما على الحياة، كما يتناول أيضًا موضوع الموت وكيف يمكن فهمه في إطار البيوإتيقا

وفي النهاية، يقدم الكتاب رؤية جديدة للحياة والإنسان، ويركز على أهمية فهم دور الحياة في الفلسفة وكيف يمكن أن يؤثر هذا الفهم على العالم المعاصر

نبذة عن الكاتب

محمد جديدي هو باحث وأستاذ الفلسفة بجامعة قسنطينة 2 في الجزائر. هو مهتم بالفلسفة المعاصرة، خاصة الأمريكية، البراغماتية، الحداثة وما بعد الحداثة، الفلسفة التطبيقية (البيوإتيقا) وفلسفتها. له عدة مؤلفات وترجمات ومقالات في هذه المجالات.

كتابه “البيوإتيقا ورهانات الفلسفة القادمة” هو مقال نشر في موقع مؤسسة مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث، وهو يناقش كيف تشكل البيوإتيقا منبرًا للمساءلة الفلسفية المتجددة وضمانًا لاستمرار الخطاب الفلسفي في ظل التحديات الأخلاقية والعلمية والتكنولوجية التي تواجه حياة الإنسان. يستعرض المقال أيضًا بعض الحالات الواقعية التي تطرح مشكلات أخلاقية معقدة، مثل استئجار رحم، أو زرع أعضاء، أو الموت الرحيم، أو التحكم في الجينوم. يختتم المقال بالتأكيد على ضرورة تطور التشريع والتنظير في مجال البيوإتيقا لمواكبة التغيرات المستمرة في المجتمع والثقافة.

تشكل البيوإتيقا منذ نشأتها في مطلع سبعينيات القرن الماضي رهانا لتجديد الخطاب الفلسفي المعاصر وهي أيضا عامل حاسم ومحفز على استمرارية الفلسفة ومنحها روحا جديدة لا سيما بعدما أن أعلنت أصوات كثيرة من داخلها ومن خارجها عن موتها، أي عن موت الفلسفة ضمن سلسلة النهايات التي بدأها نيتشه بموت الإله لتتوالى حلقات النهايات مع الإنسان والمؤلف والمرأة والتاريخ والعقل، وكل ما درس في ظل موجة النهاية وامتداداتها، التي أخذت شكل الموضة أكثر منها إعلانا عن نتيجة تفكير ودرس معمق.

لقد أمكن للبيوإتيقا بما طرحته من قضايا متشعبة تمس بالأساس قدسية الحياة ككل، أن تعيد إلى واجهة البحث الدرس القيمي عموما والأخلاقي منه خصوصا؛ وأن تجعل الإنسان المعاصر واعيا بما يحدق به من مخاطر ناجمة عن التقدم العلمي والتقني في المجالين البيولوجي والطبي بشكل خاص بل دعته إلى الإنخراط في تكريس وعيه بفعالية ونجاعة لأجل صون كرامته وهويته وبيئته من المنزالقات والسلبيات، التي تفرزها التطبيقات التكنولوجية لعلوم، كانت إلى وقت قريب عامل ثقة للإنسان ووعد له بالرفاه لكنها لم تعد كذلك لما تبيّن أن التحكم المزعوم في الشفرة الوراثية وفي تقنيات الإنجاب الإصطناعي وفي الجهاز العصبي والذكاء الإصطناعي هي نفسها بحاجة إلى تحكم حتى يطمئن الإنسان على مصيره من أي انحراف أو استغلال في غير صالحه.

إن ما كشفت عنه الأحداث التي حملتها في الغالب وسائل العالم جعلت اليوم المجتمع الحديث أنّى كان موقعه يتطلع إلى مستقبل ينعم فيه بالسعادة من دون تشويه بمغريات العلم الغرور والإقتصاد الزائف والسياسات العرجاء، وهو تطلع تظل الفلسفة حارسة له من كل ضيم وانحراف واستغلال. لهذا كله ليست البيوإتيقا من زاوية فلسفية هي مجرد تفكير أكسيولوجي في المشكلات الناجمة عن التطور العلمي والتقني وحسب بل تتعدى ذلك إلى دائرة أوسع وأشمل تخص الحياة حيث وجدت وتمتد لتطال حقوق الإنسان ومنع أشكال التمييز العنصري والعبوديات الجديدة وتحرص في الحفاظ على التنوع البيئي والبيئة عامة. ومن هذا المنظور تشكل البيوإتيقا منفذا ها ما للمساءلة الفلسفية المتجددة وضمانا لاستمرار الخطاب الفلسفي.

كتاب "البيوإتيقا ورهانات الفلسفة القادمة" لمحمد جديدي يتناول موضوع البيوإتيقا كعامل محوري في تجديد الخطاب الفلسفي المعاصر وتعزيز استمراريته. يُعد الكتاب محاولة لربط التقدم العلمي والتقني بالتفكير الأخلاقي والقيمي، حيث يناقش كيفية مواجهة التحديات الأخلاقية الناتجة عن التقدم العلمي في المجالات البيولوجية والطبية.

الملخص:

الكتاب يؤكد على أن البيوإتيقا منذ نشأتها في السبعينات كانت رهانًا لتجديد الخطاب الفلسفي ومحفزًا على استمرار الفلسفة. لقد ساعدت البيوإتيقا في إعادة البحث القيمي والأخلاقي إلى الواجهة، مما جعل الإنسان المعاصر أكثر وعيًا بالمخاطر الناتجة عن التقدم العلمي والتقني في المجالات البيولوجية والطبية. البيوإتيقا تدعو الإنسان إلى المشاركة بفعالية في صون كرامته وهويته وبيئته من الانزلاقات الناتجة عن التطبيقات التكنولوجية الحديثة.

الخاتمة:

البيوإتيقا من منظور فلسفي تتعدى كونها تفكيرًا أخلاقيًا في مشكلات التطور العلمي والتقني، بل تمتد إلى دائرة أوسع تشمل الحياة وحقوق الإنسان والحفاظ على التنوع البيئي. تعتبر البيوإتيقا منفذًا هامًا للمساءلة الفلسفية المتجددة وضمانًا لاستمرار الخطاب الفلسفي، كما تُبرز أهمية الفلسفة في الحوارات الأخلاقية المعاصرة حول المعضلات الحالية مثل الموت الرحيم والاستنساخ والتحكم في الشفرة الوراثية.

يتضمن الكتاب 19 صفحة

مكتبة المعلم والاستاذ الالكترونية
مكتبة المعلم والاستاذ الالكترونية