تقييم قراءة الوحدة 1 سنة 4
النص:
كان سعيدٌ بستانيا ينتقلُ من حديقة الى أخرى ليقلّمَ الأشجارَ ويقتلع
الحشائشَ الطّفيليةَ ويغرس المشاتلَ ويزرعَ بذورَ الزّهور ثمَّ يتعهَّدها بالريِّ
والأدوية حتّى تصيرَ جنّةً مختلفةَ الازهارِ.
كان جيرانهُ يشغّلونه في حدائقِ منازلهم وهم سعداء بما تسديه أصابعُهُ
الخبيرةُ من خدماتٍ تجعلُ حدائقهُمْ جنّاتٍ فوق الأرضِ.
كان عمله يدرُّ عليه أجرا متواضعا لكنّهُ كان قنوعا راضيا على الرّغمِ
ممّا في نفسهِ من طموحٍ الى الأفضلِ.
ذات يوم من أيام الصيف، اشتغل في حديقة أحد الجيران طوال الصباحِ.
وعندما حان وقت الغداء تناول طعاما شهيا ثم استلقى تحت شجرة وارفة الظلالِ. فأخذه
النومُ ... وبينما هو يقلبُ قطعَ الدنانيرِ الذّهبيةِ ببريقها وصوتها الرنان اذ
سمع صوتا يناديه:
-
سعيد ! انهض يا سعيد !
انه صاحب
الدار يوقظه من نومه.
-
عفوا، كنت نائما. آه ! يا له من حلم بديعٍ كأنه الحقيقةُ ! تبا للأحلام. انها لا تغير الواقع. حان
الوقت لأعودَ الى العملِ من جديد.
-
لا ! أصبر لحظة
يا سعيد، فأنا احتاج اليك في حديث يخصنا ... رأيتُ خبرتك بالبستنةِ، و أعجبتُ
بأمانتكَ وطيبتكَ فأحببتُ أن تشاركني في حقلٍ كبيرٍ نغرسُ فيهِ الاف الأشجارِ
المثمرةِ ومختلفَ أنواع الزهورِ.
اتفق سعيدُ مع جارهِ على هذا المشروع الرّائع، وها هو بعد سنوات من
الجهد والمثابرة يحقق حلمه، لقد صار من أصحاب الملايين.
تحميل التقييم كاملا