المهارات التي يجب أن تتوفّر في المعلمة الناجحة

المهارات التي يجب أن تتوفّر في المعلمة الناجحة


علي الزاهد

المعلمة صاحبة رسالة قبل أن تكون صاحبة مهنة، وهذه الرسالة، وتلك المهنة تفرض عليها أن تمتلك كفاءات خاصة، لتؤهلها للقيام بأدوارها المتعددة، والتي لا تتوقف عند حد دور الناقل للمعرفة إلى عقول الأبناء والتأكد من احتفاظهم بها حتى يوم الامتحان.

وهذا الكتاب يتناول المهارات اللازمة لتأهيل المعلمة لكي تؤدي رسالتها وتمارس مهنتها على الوجه الأمثل، والذي لا يفتقد إلى المعرفة والإبداع. لأن مسألة الإبداع تحتاج إلى تهيئة علمية وفكرية ونفسية لكل من له علاقة بعملية التربية والتعليم. فالمعلمة لابد أن تكون مبدعة في البداية لكي تكون قادرة على تنفيذ المنهج على نحو إبداعي، ولتكون قادرة عل تنمية مهارات الإبداع لدى الأبناء والبنات.

وهذا الكتاب يقدم المهارات التي لا غنى عنها للمعلمة الناجحة والمبدعة، وتعريف هذه المهارات، وكيفية تنميتها، ودورها في صقل المعلمة، وإكسابها القدرات اللازمة لكي تكون كما يراد نلها أن تكون.

المهارة الشخصية

للمعلمة مسؤولية عظيمة تجاه بناء الأسرة السليمة التي تسهم في إعداد النشء باعتبار أن المرأة هي حجر الزاوية في كل أسرة ولها الدور الأكبر في حياة جميع الناس وفي تكوين شخصياتهم.

فهي التي تجعل الطفل رجلا عظيما يشار إليه بالبنان أو خاملا لا يفيد ولا يفاد. وقديما قيل إن وراء كل عظيم امرأة، ومن هذا المنطلق أردت أن أقدم رسالتي هذه عن بعض الأسس التربوية التي أراها تخدم المعلمة في أداء مهمتها وخاصة في مرحلة الأساس، وهي المسؤولة أولا وأخيرا في تكوين الأسرة الناجحة التي تساهم بأعضاء صالحين في المجتمع.

فالأسرة منذ القدم بدأت تلبي حاجات أفرادها من الحماية والغذاء والتربية فكانت الأسرة بمثابة مدرسة مصغرة فكان الأبناء يتعلمون من الأب والأم كثيرا من المهارات وفنون التعامل مع الآخرين.

لم تكن الوسائل التعليمية متوفرة كما هو الحال اليوم لذلك كان الأبوان يلجآن إلى التلقين والتقليد والقصص وكذلك التمثيل ولم يكن الغرض التعلم في كل الحالات، لكن الأبناء كانوا يتعلمو نها بقصد أومن غير قصد، وفي نهاية المطاف يصبح الناشئ عنوانا لأسرته التي غرست فيه أبجديات أسس التعامل مع غيره والسلوك الحميد الذي يرتضيه المجتمع.

فدور الأب منذ القدم كان حماية الأسرة من الأخطار الخارجية بينما كان دور الام غرس القيم والعادات التي يقرها المجتمع في نفس الطفل وذلك بطريقة تناسب مراحل نموه العقلية والجسمية، فكانت تتدرج في ذلك، تارة بجمل إيقاعية خفيفة ذات أهداف سامية وأخرى بقصص خيالية تحمل في طياتها مُثل وقيم المجتمع الذي يعيش فيه.

متطلبات الإنسان التربوية مع ازدياد تعقيدات وبمرور الزمن توسعت الحياة، فشارك الأسرة أفراد تربويون متخصصون من خارجها تحت مظلة القبيلة، واكتسب التعليم الصبغة الجماعية. فبدأ بالفصول ذات المعلم الواحد لما هو الحال في الخلوة (الكتاب)، ثم تدرج إلى المدارس الخاصة وإلى أن وصل الحال إلى ما هو عليه الآن. ومع ازدياد مجالات التعليم ازدادت مسؤولية الأسرة وتعاظم دور الأم وظلت هي التي تضع دائما علامات خط سير الإنسان رجلا كان أو امرأة.

يقول الدكتور (كنيث آبل) وهو من مشاهير أطباء الأمراض العصبية:

(إن فساد الحياة في البيت مصدر كثير من حالات انهيار العقل التي تصيب الآباء والأبناء سببه هو جهل الأمهات بأساليب التفاهم والأخذ والعطاء التي ينبغي أن تسود الحياة الزوجية. ولفساد الحياة في البيت أثر سيء، إذ هي تنقل الشعور باليأس وخيبة الأمل إلى الأبناء فتفسد عليهم إحساسهم بالطمأنينة والأمن وهو الشعور الذي يجب توافره لكل صغير وصغيرة).

ومن هنا يظهر مدى ضخامة الدور التربوي الذي تقدمه الأم وهذا يتطلب الكثير من الجهد من الأخوات المعلات، فقد حثت الديانات السماوية على وجوب تهذيب خلق البنت وتربيتها عل الفضائل والمعارف التي تنير ذهنها بالسلوك الحميد وبالآداب التي ترشدها إلى الطريق الصحيح مثلها في ذلك مثل الولد فالعلم حق للمرأة والرجل، ويقول الرسول صل الله عليه وسلم (طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة) ولله در من قال:

الأم مدرسة إذا أعددتها************ أعددت شعبا طيب الأعراق

كلما كانت المعلمة أكثر فها لتلميذاتها كلما كان عطاؤها جيدا، وجهودها مثمرة، فهي قدوة لتلميذاتها وعليها مسؤولية ترسيخ القيم والعادات والتقاليد الحميدة كما أن عليها مسؤولية بناء الأمة، وبيديها يشكلن أمهات المستقبل.

فالمعلمة الناجحة هي التي تغير سلوك تلميذاتها نحو الأفضل عل ضوء الأهداف التربوية وتجاربها السابقة. ويتوقف نجاح المعلمة عل مدى علاقتها بتلميذاتها، وكثير من التلميذات يعتبرن المعلمة مثلا أعلى ويقلدنها في مظهرها وفي حديثها، حتى في حركتها. فالمعلمة الناجحة هي التي تتجسد فيها الصفات الثلاث: صفات الأم والمربية والمعلمة التابعة للدروس.

فباختصار هي تمثل دور المعلمة والمرشدة الاجتماعية في آن واحد. فالتلميذة التي لا تجد الحب والمودة في معلمتها تكره مادتها وبالتالي تكره الجو المدرسي ولسان حالها يقول: نحن لا نتعلم إلا من الذين نحبهم.

فعندما تقوم المعلمة بعرض مادتها بطريقة شيقة ومتجددة، بعيدة عن الروتين وأسلوب المحاضرات، فإن ذلك يساهم بقدر كبير في تحبب التلميذة للجو المدرسي وتعزز فيها حب العلم والتعلق بالمدرسة والرغبة في البقاء فيها أطول فترة ممكنة، وذلك عكس المعلمة التي تلقي دروسها بأسلوب جاف أشبه ما يكون بأسلوب المحاضرة في الجامعة.

فهذا الأسلوب الخالي من الحوار والمشاركة يسبب الضيق والملل للتلميذات.

ومن الأساليب الجيدة في تذليل صعوبات الدروس: استخدام أسلوب الانتقال من السهل إلى الصعب ومن المعلوم إلى المجهول. فهناك صفات عديدة للمعلمة الناجحة أجمعوا عليها علماء التربية منها الصفات الشخصية.

وهي من الأسباب التي تجعل المعلمة محبوبة من تلميذاتها، قريبة من قلوبهن وهي:

حمّل الكتاب بصيغة pdf من الرابط التالي لمواصلة قراءته.

علي الزاهد

تحميل

مكتبة المعلم والاستاذ الالكترونية
مكتبة المعلم والاستاذ الالكترونية