الطفل ضحية عمل الأم خارج البيت والتأثير السلبي للمحاضن على نفسيته

الطفل ضحية عمل الأم خارج البيت
 والتأثير السلبي للمحاضن على نفسيته


مقدمة:

يعتبر من الصعب على الأمهات أن يخرجن من بيوتهن ويعملن خارجها، خاصة عندما يتعلق الأمر بأبنائهم الصغار. ومع ذلك، تفرض الظروف الاقتصادية والاجتماعية ضغوطًا على العائلات للبحث عن دخل إضافي لتلبية احتياجاتهم.

يؤثر غياب الأم عن البيت على الأطفال، ولا سيما الأطفال الصغار الذين لا يزالون في مرحلة تطويرهم الأولى. فهم يشعرون بحاجة ملحة إلى الرعاية والحنان والمتابعة المستمرة. ومن هنا تأتي أهمية المحاضن او دور الحضانة، حيث تعتبر بديلاً مؤقتًا للأم في غيابها.

ومع ذلك، قد يكون للمحاضن تأثير سلبي على نفسية الطفل مما ينتج عنه حالات إكتئاب،  إنزواء، عزلة، عنف جسدي ولفظي. في هذه المقالة، سنلقي الضوء على التأثير السلبي للمحاضن على نفسية الطفل وكيف يمكن للآباء والأمهات التعامل مع هذه القضية.


تعريف المحاضن

تعتبر المحاضن مؤسسات توفر رعاية وتعليم للأطفال الصغار في غياب آبائهم. تتنوع المحاضن في أنواعها وأحجامها، فبعضها يقدم رعاية للأطفال طوال اليوم، في حين يقدم البعض الآخر خدماته خلال ساعات العمل فقط.

على الرغم من أن هذه المحاضن تقدم رعاية عالية الجودة وتربية مهارية للأطفال، إلا أنها لا تستطيع تعويض حضور الأم بشكل كامل. الأم هي الشخص الذي يوفر الحنان والأمان والمحبة اللازمة لنمو الطفل.

التأثير السلبي للمحاضن على نفسية الطفل

تعتبر تجربة الطفل في المحضنة تحولًا كبيرًا في حياته الصغيرة. قد يكون الانفصال عن والديه والانتقال إلى بيئة جديدة مخيفًا ومربكًا بالنسبة له. يمكن أن يؤثر هذا التغيير الكبير على نفسية الطفل بطرق عديدة. كما ُعد الحضانة أو دور الحضانة من أهم المؤسسات التي تُعنى برعاية الأطفال في سن ما قبل المدرسة، حيث تقدم لهم الرعاية والتعليم والتنشئة الاجتماعية اللازمة. ومع ذلك، فقد تُحدث الحضانة بعض الآثار السلبية على الأطفال، والتي تتمثل في الآتي:

  1. التأثير النفسي: قد يشعر الأطفال الذين يُوضعون في الحضانة منذ عمر مبكر بالخوف والقلق والتوتر، بسبب الانفصال عن والديهم لفترة طويلة. وقد يؤدي ذلك إلى ظهور بعض المشكلات السلوكية، مثل التبول اللاإرادي، واضطرابات النوم، ومشاكل التركيز.
  2. الإحباط والغضب: قد يشعر الطفل بالإحباط والغضب لعدم وجود والديه معه في الوقت الذي يحتاجهما فيه بشدة.
  3. صعوبة التكيُّف: قد يواجه الطفل صعوبة في التكيُّف مع الحياة في المحضنة، خاصة عندما يكون ضمن مجموعة كبيرة من الأطفال.
  4. نقص في التركيز: يمكن أن يؤثر التغيير في روتين الطفل على تركيزه وقدرته على التعلم في المحضنة.
  5. التأثير الصحي: قد يتعرض الأطفال في الحضانة للإصابة بالأمراض المعدية، مثل نزلات البرد والإنفلونزا، بسبب تواجدهم مع مجموعة كبيرة من الأطفال.
  6. التأثير الاجتماعي: قد يتعلم الأطفال في الحضانة بعض السلوكيات السلبية من الأطفال الآخرين، مثل العنف أو التنمر.
  7. التأثير التربوي: قد لا تتمكن الحضانة من توفير مستوى تعليمي مناسب للأطفال، خاصة إذا كانت غير مجهزة بالكوادر المؤهلة أو بالموارد اللازمة.

جميع هذه العوامل يمكن أن تؤدي إلى تغير في سلوك الطفل ونموه النفسي. قد يصبح الطفل أكثر عصبية وعدوانية، وقد يبدأ في إظهار سلوك غريب أو عدم انسجام في المحضنة.


كيفية التعامل مع تأثير المحاضن السلبي على الطفل

عندما يصبح للمحضنة تأثير سلبي على نفسية الطفل، يجب على الآباء والأمهات التعامل مع هذه القضية بحذر وحنكة. إليكم بعض النصائح التي يمكن أن تساعد:

  1. اختيار الحضانة المناسبة: يجب اختيار الحضانة التي تتمتع بمعايير جودة عالية، وتضم كوادر مؤهلة ومدربين على التعامل مع الأطفال.
  2. التحضير للطفل: يجب تحضير الطفل نفسيًا للذهاب إلى الحضانة، وذلك من خلال شرح أهمية الحضانة له، وقضاء بعض الوقت مع الأطفال الآخرين.
  3. التواصل مع المحضنة: يجب على الآباء والأمهات التواصل المستمر مع المحضنة لمتابعة تطورات الطفل وضمان راحته. يجب أن يشعر الآباء والأمهات بالثقة في المحضنة وأن يعرفوا أن طفلهم في أيد أمينة وذات خبرة.والتعرف على سلوكيات الطفل ومدى تأقلمه مع الحضانة.
  4. تكوين علاقة وثيقة مع مربي الطفل: يجب أن يسعى الآباء والأمهات لتكوين علاقة وثيقة مع مربي الطفل في المحضنة. يمكن لهذه العلاقة أن تخفف بعض الشعور بالغربة وتعزز شعور الطفل بالأمان والاستقرار.
  5. إنشاء بيئة مألوفة في المنزل: يجب على الآباء والأمهات إنشاء بيئة مألوفة ومريحة في المنزل للطفل. يمكن تحقيق ذلك من خلال توفير وقت كافٍ للروضة العائلية واللعب مع الطفل والاستماع إلى احتياجاته.
  6. مشاركة الطفل في أنشطة خارج المحضنة: يمكن للآباء والأمهات مشاركة الطفل في أنشطة خارج المحضنة مثل المشي في الحديقة أو زيارة المتاحف. هذه الأنشطة يمكن أن تقدم للطفل تجربة إيجابية وتقلل من تأثير عمل الأم خارج البيت.
  7. الاهتمام بصحة الطفل: يجب على الآباء والأمهات أن يولوا اهتمامًا خاصًا لصحة الطفل، بما في ذلك تعزيز التغذية السليمة والنوم الجيد وممارسة النشاط البدني المناسب. يمكن أن تساهم الصحة الجيدة في تحسين النفسية العامة للطفل وتقويته.


الاستشارة المتخصصة

في حالة استمرار تأثير المحضنة السلبي على نفسية الطفل وعدم تحسن حالته، فقد يكون من الضروري التشاور مع متخصص في الطفولة والنمو. يمكن للمتخصص أن يقدم النصائح والاستراتيجيات المناسبة لمساعدة الطفل على التكيف مع المحضنة ومواجهة التحديات النفسية التي يواجهها.


الاستنتاج

لا شك أن الأمهات العاملات يواجهن تحديات كبيرة في تحقيق التوازن بين العمل ورعاية أطفالهن. على الرغم من أن المحاضن تلعب دورًا هامًا في تلبية احتياجات الأطفال في غياب آبائهم، إلا أنها قد تؤثر سلبيًا على نفسية الطفل.

من الضروري على الآباء والأمهات التعامل مع هذا التأثير السلبي بحذر ورعاية. يجب عليهم التواصل المستمر مع المحضنة وتشجيع التفاهم والتعاون مع مربي الطفل. كما ينبغي عليهم إنشاء بيئة مألوفة في المنزل والاهتمام بصحة الطفل. وفي حالة استمرار تأثير المحضنة السلبي، يجب اللجوء إلى الاستشارة المتخصصة للحصول على المساعدة المناسبة.

علي الزاهد

مكتبة المعلم والاستاذ الالكترونية
مكتبة المعلم والاستاذ الالكترونية